Latest News

recent

فقدناك أبا طارق


فقدناك أبا طارق


العدد 22430 الاثنين 13 صفر 1440 هـ 01/15/2020 


يشعر الإنسان بفقدان عزيز على نفسه بحزن عميق، وأسف شديد خاصة عندما يكون الفقيد عميداً للعائلة، فلقد فقدت عائلة آل عبدالغفور عطار عميدها – أبا طارق – ابن عمي الغالي مصطفى حسين عطار مدير إدارة التعليم منطقة مكة المكرمة الأسبق الذي وفاته المنية يوم الاحد (6 رمضان 1434هـ) الموافق : يوليو 2013م.                 
رحمك الله – أبا طارق، فقد فجعت بنبأ وفاتك لأنني زرتك قبل أسبوعين كنت ملقي على السرير الأبيض في مستشفى القوات المسلحة في جدة تستقبل زوارك من الأقارب والأرحام والأصدقاء – وأنا واحد منهم – برحابة صدر، فكنت تصغي لمحدثيك، وترحب بهم كعادتك الترحيب بضيوفك، وعندما هممت بتوديعك طلبت مغادرة المستشفى إلى البيت، وكررت رغبتك في الذهاب إلى المنزل، وتردد لماذا أنا هنا؟ فأجبتك للاستشفاء، وستغادر قريباً بمجرد ظهور نتائج الأشعة لتأخذ العلاج وتترك المستشفى، فصمت – يرحمه الله رحمة واسعة – على مضض كأنه لا يريد شيئاً سوى الذهاب إلى البيت.                                                                                                                 
غادرت غرفته وأنا حزين، وقلت بيني وبين نفسي لعلها شدة وتزول، فنراه كما عهدناه فرحاً مسروراً بمن حوله، يتجاذب معهم أطراف الحديث، اتصلت بابنه رائد المهندس فأكد لي بانه سيخرج يوم الأحد، ففرحت! وقلت: لعل نتائج الأشعة تبشر بالخير، فيخرج إلى دار سكنه سالماً معافا، ولم تمض بضعة أيام اتصلت بابنه الكبير أبا ماجد، المهندس طارق فاشار إلى أنه يحتاج بعض الوقت لأن هناك فحوصات طبية أخرى ستجرى له بناء على ما ارتآه الفريق الطبي الذي كان من ضمن الفريق ابنته الجراحة الدكتورة رحاب،حمدت الله كثيراً على ما إرتآه الفريق الطبي – قلت: لعل هناك ما يستدعي اجراء هذه الفحوصات، ولم يمض يومان علمت بوفاته رحمه الله رحمة واسعة فعادت بي الذاكرة إلى الوراء فتذكرت اهتمامه بكل ما يتعلق بالتربية والتعليم، فدائماً – ما أراه – يسعد لمن يتطرق إلى هذين الموضوعين ويوليه اهتمامه وينصت باهتمام بالغ فهناك مواقف كثيرة كانت تدور كلها حول التربية والتعليم.                                       

ومن المواقف التي لا تزال عالقة في ذهني وخاطري مع (أبي طارق) – يرحمه الله – عندما انهيت دراستي التوجيهية رغب أخي الأكبر سناً مني أن أكمل دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية، فطلب (الوالد) على الفور استشارته أولاً، خاصة وأنه يعمل في الملحقية التعليمية في نيويورك، فضل – أبا طارق – أن أكمل دراستي الجامعية في الوطن ثم أكمل مرحلة الدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، فأخذ الوالد بهذا الرأي، وأكملت – بحمد الله – مرحلة دراستي الجامعية في هذا الوطن الغالي، وحصلت على درجة البكالوريوس ثم تابعت دراستي العليا في الولايات المتحدة الأمريكية مبتعثاً من قبل جامعة الملك عبدالعزيز في جدة.                                                    
لقد كان الفقيد الغالي مستشاراً خاصاً لوالدي ولا يتردد في استشارته في شؤون الحياة والأسرة والناس.                                                                                                                                                              
وكان من مناقبه الكرم والتسامح ومحبة الناس، وكان يبادر بالنصح والتوجيه ولا يرد من يطلب منه المشورة في أي شأن من شؤون الحياة وشجونها، وكان بيته في مكة المكرمة مقصداً لذوي الحاجات يبادر طواعية بتقديم العون والمساعدة لهم، ويسعى إلى بذل قصارى جهده في تذليل العقبات وتفهم تطلعاتهم حتى أنه ينقل بعضها إلى معالي الشيخ حسن آل الشيخ الذي لا يتردد في كتابة خطابات توصية لكل حالة على حدة.مآثر فقيدنا الغالي كثيرة لا يمكن حصرها، جزاه الله خيراً، وغفر له، وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته                                                                                                         
”إنا لله وإنا إليه راجعون”

فقدناك أبا طارق Reviewed by Eyad Talal Attar on January 28, 2020 Rating: 5

No comments:

All Rights Reserved by مرحبا بكم في الموقع الخاص © 2019 - 2020
Powered By Blogger, Designed by Eng.EyadAttar

Contact Form

Name

Email *

Message *

Saudi Students Union at FIT . Theme images by luoman. Powered by Blogger.